سورة الإسراء ١٧: ٣٦
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـئُولًا}:
{وَلَا تَقْفُ}: لا: النّاهية؛ تقف: القفو: اتباع أثر الشخص، أو السير خلفه، والقيافة: تتبع الأثر، وقفوت الشّيء: أي: تبعت أثره.
{مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}: من قول، أو فعل؛ أي: لا تقل ما لا تعلم، ولا بد من التحقق، والتثبت إذا جاءكم إنسان بخبر لمعرفة صدقه أو كذبه، أو حق، أو باطل.
ويندرج تحت ذلك شهادة الزور، وقول الزور، وعدم الظن، والقذف.
{إِنَّ}: للتوكيد.
{السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ}: هذه الحواس كل إنسان مسؤول عنها، ويحاسب عليها، وقدم السمع على البصر. ارجع إلى سورة البقرة آية (٧)، وسورة الملك آية (٢٣) لمعرفة السبب.
وأما الفؤاد: فقد قيل هو القلب، والحقيقة: الفؤاد هو الخلايا القلبية المتميزة والقادرة على الذكرى والشعور والحنان والعاطفة، وكأنها تشبه خلايا الذاكرة في الدفاع. ارجع إلى سورة الحج آية (٤٦) لمزيد من البيان.
{كُلُّ}: تفيد التّوكيد.
{كُلُّ أُولَئِكَ}: كل: أي: السّمع، والبصر، والفؤاد عبر عنها بأولئك؛ أي: أعطاها صفة العاقل العقل، والإدراك.
{كَانَ عَنْهُ مَسْـئُولًا}: محاسب على كل واحدة منها، وكل منها سوف تشهد له، أو تشهد عليه يوم القيامة.
وقدم السّمع على البصر؛ ارجع إلى الآية (٧) من سورة البقرة؛ للبيان، وإلى سورة الملك، آية (٢٣)؛ للبيان.