سورة الإسراء ١٧: ٤١
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا}:
{وَلَقَدْ}: اللام: للتوكيد؛ قد: للتحقيق؛ أي: تحقق ذلك التّصريف.
{صَرَّفْنَا فِى هَذَا الْقُرْآنِ}: صرفنا من التّصريف، والتّبيين؛ أي: صرفنا الآيات؛ أي: جئنا بها بصور شتى، وأساليب متعددة؛ حتّى تفهموا معانيها؛ أي: (آية واحدة) جئنا بها بصور مختلفة مثل: الرّيح، والرّياح، لواقح، عقيم، العاصفة، طيبة، وغيرها من أشكال الرّيح.
{فِى}: ظرفية.
{هَذَا}: الهاء: للتنبيه، وذا: اسم إشارة للقرب.
{الْقُرْآنِ}: لكونه مقروءاً، أو يقرأ؛ أي: عن قرب.
{لِيَذَّكَّرُوا}: اللام: لام التّعليل؛ يذكروا: من جديد بعد أن غفلوا عما أمرهم الله به، ونهاهم عنه، أو نَسُوا، وغفلوا عن اتباع الحق، وعن آيات الله، وبدلاً من أن يذكروا ازدادوا نفوراً.
{وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا}: ما: النّافية.
{يَزِيدُهُمْ}: ذلك التّذكير.
{إِلَّا نُفُورًا}: إلا: للحصر؛ ابتعاداً عن الهدى، والإيمان. والنفور: مشتق من نفور الدابة؛ أي: هروب الدابة خشية من الأذى كقوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} المدثر: ٥٠-٥١.
وإذا قارنا هذه الآية (٤١) مع الآية (٨٩) من السّورة نفسها.
الآية (٤١): {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا}.
الآية (٨٩): {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِى هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}.
نجد النّفور: يحدث أولاً، ثم يأتي الكفور ثانياً، أو يتلو النّفور الكفر؛ فَذكَر كلتا المرحلتين، وبدأ بالمرحلة الأولى (النّفور)، ثم المرحلة الثّانية (وهي الكفر).