سورة الإسراء ١٧: ٤٧
{نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا}:
المناسبة: روي عن ابن عبّاس i أن جماعة من كفار مكة مثل النضر بن الحارث، وأبي سفيان، وأبي جهل، وغيرهم كانوا يجلسون إلى النّبي -صلى الله عليه وسلم-، ويستمعون إلى حديثه للاستهزاء به، أو التّعجب، أو لكي يلغوا في القرآن.
{نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ}: الباء: للإلصاق، والتّوكيد؛ سبب الاستماع: هو الاستهزاء، أو اللغو… وغيرها، والهاء: تعود للقرآن؛ أي: يستمعونه، وهناك فرق بين يستمعون به، ويستمع إليك؛ يستمع إليك تعني: ذكر الرسول، أو القصد الرسول، وحين يقول يستمعون به تعني: القرآن.
{وَإِذْ هُمْ نَجْوَى}: إذ: ظرف زماني؛ أي: وإذ هم ذوو نجوى؛ فكأن كل حالهم، وهمهم النجوى.
{هُمْ نَجْوَى}: يتحدثون سراً بينهم، ويقولون: رجل مسحور، أو ساحر، أو كاهن، أو مجنون.
وأحياناً يقولون: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو، ولا يُعلى عليه من السيرة النبوية لابن هشام، أو يقولون: إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً (اسم مفعول)؛ أي: سحره غيره، وفي مرات أخرى قالوا: ساحر، وهنا يقولون: مسحوراً سحره غيره.
{إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ}: المشركون.
{إِنْ تَتَّبِعُونَ}: إن: نافية أقوى في النفي من: ما.
{إِلَّا}: حصراً.
{رَجُلًا مَّسْحُورًا}: أي: سحره غيره. ارجع إلى سورة طه، آية (٥٨)؛ لبيان معنى: السّحر.
فهم ما قالوا ذلك إلا بعد أن تأثروا بما جاء في القرآن، فشبهوا ذلك بالسّحر الّذي يؤثر في نفوس النّاس.