سورة الإسراء ١٧: ٥١
{أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِى صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِى فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}:
{أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ}: التّحدي ازداد لمنكري البعث بأبعد من الحجارة، أو الحديد: بأن يختاروا خلقاً حسب ما يتصورونه، ويكون أصعب، أو أبعد التّصورات من الحديد، أو الحجارة؛ مهما كان نوعه، وشكله أعظم شيء يمكن تصوره، أو تخيله بعيداً عن قابلية الحياة.
{فِى صُدُورِكُمْ}: في نفوسكم.
{فَسَيَقُولُونَ}: الفاء: للترتيب، والتّعقيب؛ سيقولون: السين: للاستقبال القريب.
{مَنْ يُعِيدُنَا}: إلى الحياة، أو يبعثنا.
{قُلِ الَّذِى فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}: قل لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-: الّذي فطركم (خلقكم) أول مرة.
{فَطَرَكُمْ}: أخرجكم أظهركم للوجود من: تفطر الشجر؛ أي: تشقق بالورق.
{فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ}: فسينغضون: الفاء: للترتيب، والتعقيب، والمباشرة، والسين: للاستقبال القريب؛ ينغضون إليك رؤوسهم: يحركون رؤوسهم كما نفعل حين نرد على سؤال ما بدون النطق نحرك الرأس من الأعلى إلى الأسفل، وتعني: نعم، أو من الأسفل إلى الأعلى، وتعني: كلا، أو لا.
نغض الرأس: حركة الرأس بارتفاع، أو انخفاض تعجباً، أو استهزاءً أحياناً.
{وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ}: أي: متى سيكون البعث، والإعادة.
{مَتَى}: للاستفهام الزماني، وفيها معنى الاستنكار، والتعجب، والاستبعاد؛ لحصول البعث.
{قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}: عسى: للطمع، والتّرجي، والمتوقع حدوثه:
{أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}: أن: للتوكيد.
{يَكُونَ قَرِيبًا}: بدون طول انتظار.