سورة الإسراء ١٧: ٨٣
{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَـئُوسًا}:
{وَإِذَا}: الواو: عاطفة؛ إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، وتدل على حتمية الحدوث؛ ظرفية تدل على الاستمرار في الماضي والمستقبل وكأن هذا هو دأبه.
{أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ}: آتيناه من النعم، وأحسنا إليه مثل سعة الرزق، والصحة، والقوة، والعلم، والولد، وكشفنا عنه البلاء، وشفيناه من المرض.
{أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ}: أنكر نعمة الله عليه؛ أي: بدلاً من أن يشكر المنعم؛ تكبر، وازداد غروراً، وابتعد عن دين الله، وعن عبادة الله، بدلاً من أن يتقرب إليه.
{وَنَأَى بِجَانِبِهِ}: نأى: ابتعد.
{بِجَانِبِهِ}: بنفسه، أو لوى جانبه، وولى ظهره.
{وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَـئُوسًا}: وإذا: ظرفية شرطية تدل على حتمية الحدوث.
{مَسَّهُ}: من المس: وهو الإصابة الخفيفة. مسه الشر بما قدمت يداه أو كسبت يداه، والله سبحانه لا ينسب الشر لنفسه مطلقاً؛ لأن الله سبحانه ليس بظلام للعبيد، وقد يكون ابتلاءً أيضاً، ونتيجة الابتلاء قد تكون لمصلحة المبتلى.
{الشَّرُّ}: الأذى، والظلم، والسجن، أو البلاء، والسقم، وهناك فرق بين الضُّر والشر. ارجع إلى سورة الأنعام آية (١٧) للبيان.
{كَانَ يَـئُوسًا}: من اليأس: انقطاع الأمل في حدوث الشّيء، واليأس قد يكون قبل، أو بعد الأمل، والقنوط: أشد من اليأس؛ أي يئس من رحمة الله، وانقطع أمله.
الفرق بين أنعمنا وأذقنا:
الإنعام: يكون فقط في الخير، وأذقنا: تكون، أو تستعمل في الخير، والشر؛ مثال: {وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً} الشورى: ٤٨، {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} ص: ٨.