سورة الإسراء ١٧: ٩٩
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا}:
حين أنكروا البعث، وإعادة الخلق رد الله عليهم بأن الّذي خَلَقَ السّموات والأرض ـ وخَلْقُ السّمواتِ والأرضِ أكبر من خلق النّاس ـ قادرٌ على أن يخلق مثلهم؛ لأن من خلق الشّيء الأعظم والأكبر هو قادر على خلق الأصغر، والأقل.
وإعادة الخلق أهون من ابتداء الخلق، وهم اعترفوا بذلك حين سئلوا: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} لقمان: ٢٠ والزمر: ٣٨.
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} الزخرف: ٨٧.
{وَهُوَ الَّذِى يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} الروم: ٢٧.
{أَوَلَمْ يَرَوْا}: أي: أولم يعلموا، والرؤية هنا: رؤية قلبية، والهمزة في أولم: للاستفهام، والإنكار، والتوبيخ، والواو: للتوكيد، وشدة الإنكار؛ لم: حرف نفي؛ أي: كيف ترى شيئاً تنكره، وغيرك لا ينكره؟
{أَنَّ اللَّهَ}: أن: مصدرية؛ تفيد التّعليل، والتوكيد.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التعظيم؛ مختص بالمفرد المذكر.
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}: أي: قادر أن يخلقهم هم أنفسهم، ويعيدهم من جديد، أو يخلق خلقاً آخر مثلهم يشبههم.
{وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ}: الأجل: هو مدة حياتهم، والأجل: هو الموت، أو يوم القيامة، أو البعث.
{لَا}: النّافية.
{رَيْبَ فِيهِ}: الريب: هو الشك، والتهمة.
{فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا}: أبى: لم يرضَ، ورفض الظالمون: المشركون، والكافرون رغم التبيان والتفصيل إلا كفوراً، والإباء: شدة الامتناع قد يخالطه كراهية.
{إِلَّا كُفُورًا}: إلا: أداة حصر.
{كُفُورًا}: صيغة مبالغة على وزن فُعلولاً؛ أي: الاستمرار في الكفر، والزيادة فيه.