سورة الإسراء ١٧: ١١٠
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}:
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ}: الله: اسم الذات الجامع لكل صفات الكمال الّتي انطوت عليها أسماء الله الحسنى، واسم العلم الدّال على واجب الوجود.
{أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ}: أو: للتخيير.
{ادْعُوا الرَّحْمَنَ}: الرحمن: من الرّحمة الّتي هي الصفة والسمة العامة والثابتة لذاته، والتي تمثل كل صفاته الأخرى؛ فهو أرحم الراحمين، والرحمن الرحيم، فهو سبحانه رحمة، وشريعته رحمة، وقرآنه رحمة؛ كل ما يفعله بعباده رحمة؛ لأنّه هو الرحمن دائم الرّحمة، ومتجدد الرّحمة.
{أَيًّا مَا تَدْعُوا}: أي: هنا شرطية.
{مَا}: للتوكيد؛ أي: هي أكثر أدوات الشرط إبهاماً، وإضافة ما: تزيدها إبهاماً.
{فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}: فله: الفاء: للتوكيد؛ له: تقديم الجار والمجرور لفظ الجلالة يدل على الحصر؛ أي: له وحده الأسماء الحسنى، وكلمة حُسنى: أفعل تفضيل للمؤنث، والمذكر منها: أحسن، وأسماء الله الحسنى تقسم إلى قسمين: منها ما هو أسماء ذات؛ أي: لا يقابل الاسم اسم مقابل؛ أي: مضاد؛ مثل العزيز لا يقابله الذليل، والكريم لا نقول البخيل؛ الحي لا يقابله الميت، ومنها ما هو أسماء صفات مثل: المُعز، يقابلها المذل، والضار، ويقابلها النافع، والمحيي، ويقابلها المميت.
{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}: أي: لا ترفع صوتك بالقراءة، أو الدعاء، أو لا تجهر بصلاتك حتّى يسمعك المشركون فيسبوا القرآن عَدْواً.
{وَلَا}: النّاهية، وتكرارها يفيد التّوكيد.
{تُخَافِتْ بِهَا}: ولا تخفض الصوت؛ فلا يسمعك أصحابك في الصّلاة.
{وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}: بين الجهر، والإخفاء؛ أي: وسطاً.
ابتغ: أي: اتخذ، أو اسلك في التلاوة سبيلاً وسطاً.