سورة الكهف ١٨: ١٤
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَّدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}:
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}: الرّبط: الشّد؛ أي: ألهمناهم، قويناهم بالصّبر، والثبّات، واليقين، والجرأة (عدم الخوف) على الإيمان، والتّوحيد حتّى لا يفزعوا.
وقوله تعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}، ولم يقل: وربطنا قلوبهم؛ على: تدل على العلو، والمشقة؛ أي: على القلب؛ على ما فيها من إيمان، وتقوى. أما ربطنا قلوبهم؛ تعني: ربط القلب ذاته بجهاز، أو شيء حسي، كما يحدث في العمليات الجراحية.
{إِذْ قَامُوا}: إذ: ظرف زمان للماضي؛ بمعنى: حين قاموا يدعون الله وحده، ويعبدونه.
{فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي: الرّبط خاصة حين قاموا لمواجهة الشّرك، والباطل، والتّصدي له، وأعلنوا الكلمة الطّيبة كلمة التّوحيد لا إله إلا الله، ربنا رب السّموات والأرض في أرض الشّرك، والضّلال.
{لَنْ نَّدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا}: لن: لنفي المستقبل القريب، والبعيد.
{مِنْ دُونِهِ}: من دون الله، من غير الله.
{إِلَهًا}: معبوداً آخر، ولا شريكاً له، أو مثيلاً.
{لَّقَدْ قُلْنَا}: لقد: اللام: للتوكيد؛ قد: للتحقيق.
{قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}: الشّطط: الجور، والظّلم، أو الابتعاد عن الحق، والصّواب؛ أي: إذا ادعينا أنّ هناك إلهاً آخر من دونه؛ فقد قلنا كلاماً شططاً؛ أي: كذباً بعيداً عن الحق، والصّواب، وظلماً، وجوراً.