سورة البقرة ٢: ٢٠٥
{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}:
{وَإِذَا}: ظرف زمان لما يستقبل من الزّمن، ويتضمن معنى الشّرط، وتفيد حتمية الحدوث، أو كثرته.
{تَوَلَّى}: لها عدَّة معانٍ:
١ - انصرف أو ذهب بعيداً؛ أي: ابتعد عن النّاس، أو انصرف عن القول الّذي قاله؛ أي: إذا وعد أخلف، أو اؤتمن خان.
٢ - غضب كما قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما- .
٣ - صار والياً من الولاية.
{سَعَى فِى الْأَرْضِ}: سعي: أحدث، أو السّعي بالقدَم؛ أي: السّعي، والمشي الحثيث.
{لِيُفْسِدَ فِيهَا}: اللام للتوكيد؛ أي: بعلم ونية «تعمد»، ويفسد من الفساد، وأعظم الفساد هو الشّرك بالله، والكفر، والظّلم، ومعاداة الدِّين، والفساد الفكري، وتعريف الفساد: انفلات الفرد، أو المجتمع عن ضوابط الشّرع، والفساد يكون في المعتقد، والسّلوك، والسّحر، والقتل، وأكل الرّبا، ومال اليتيم، والكبائر، والزّنى، والتّلوث البيئي، وقطع الأشجار، وهدم البيوت، وأكل أموال النّاس بالباطل، وغيرها.
{وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ}: أي: بالقتل، أو الإحراق، والتخريب، أو التدمير، أو الظّلم والإضلال.
{الْحَرْثَ}: يعني: الزّرع، والحرث: النّساء: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} البقرة: ٢٢٣.
{وَالنَّسْلَ}: الذّرية، والأولاد، قتل الأولاد والنّساء في الحروب والغزوات، أو الحيوان.
{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}: {وَاللَّهُ}: لفظ الجلالة: قُدم اسم الفاعل الله سبحانه على الفعل؛ للاهتمام والتّعظيم.
{لَا}: النّافية لجميع الأزمنة.
{يُحِبُّ الْفَسَادَ}: الحب: الميل، {الْفَسَادَ}: نقيض الصلاح؛ أي: أن تعمد إلى الصّالح فتفسده؛ ارجع إلى الآية (٢٥١) لمزيد من البيان.