سورة الكهف ١٨: ١٨
{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}:
{وَتَحْسَبُهُمْ}: من الحسبان: وهو الظّن الرّاجح، أو الاعتقاد المبني على الحساب والتجربة.
{أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ}: جمع يقظ؛ أي: غير نائم أيقاظاً؛ لكون أعينهم مفتحة رغم أنهم نيام سنين طويلة (٣٠٩ سنة).
{وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ}: نقلبهم على جنبهم الأيمن ثمّ الأيسر، ولم يذكر لماذا؟ وهذا من المعجزات العلمية؛ فالتّقلب لتجنب تقرحات الجلد، والعضلات النّاشئة عن عدم تروية الجلد بسبب الضّغط المباشر على الجلد من جراء النّوم لزمن طويل على جنب واحد، ولتجنب تشكل الخثرات الدموية في الأوردة الّتي قد تترك مكانها وتستقر في الرئتين، أو القلب مما يؤدي إلى الموت أحياناً، فالتقلب والحركة تمنع حدوث ذلك.
{وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}: الوصيد بفناء الكهف، أو مدخله (عتبة الكهف).
{ذِرَاعَيْهِ}: الطّرفين الأماميين.
{لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ}: لو: شرطية.
{اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ}: أي: رأيتهم لأوّل مرة؛ أي: وقع بصرك عليهم لأوّل مرة.
{لَوَلَّيْتَ}: اللام: للتوكيد، وليت: من ولى أدبر.
{مِنْهُمْ}: تقديم الجار، والمجرور؛ يفيد الحصر؛ أي: منهم خاصة.
{فِرَارًا}: الهروب بسرعة مع الخوف مع عدم محاولة التّستر، والاختفاء.
أما الهروب العادي: هو الجري بسرعة، قد يرافقه التّستر، والاختفاء.
{وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}: ولملئت: الواو: لمطلق الجمع، وليس للترتيب؛ انظر إلى تقديم الفرار على الرعب؛ أي: يحدث الهروب أوّلاً، ثمّ يليه الرّعب، أو يحدث الرّعب، والعادة أن يحدث الرّعب، ثمّ الهروب، وإذا حدث الفرار (الهروب) أوّلاً، وتبعه الرّعب دلّ على شدة المنظر المخيف المهيل.؛ فهم رقود وعيونهم مفتحة، وأوقع سبحانه عليهم الهيئة المرعبة حتّى يحميهم، ولا يستطيع أحد أن ينظر في وجوههم، ويعرفهم.