سورة الكهف ١٨: ٤٢
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّى أَحَدًا}:
وما كان يحذر منه الرّجل المؤمن لصاحبه الكافر وقع بالفعل.
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ}: أي: أحاط الدّمار، والهلاك بالثّمر من كلّ جانب ولم يبق فيها ثمر صالح. بثمره: الباء: للإلصاق بكل الثمر الّذي هو الغاية من الزّرع، والحرث؛ لتكون الفاجعة الكبرى.
{فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا}: فأصبح: الفاء: للترتيب، والتّعقيب، أصبح الكافر صاحب الجنتين، يقلب كفيه على ما أنفق فيها كناية عن الحسرة، والنّدم يضرب كفاً على كف ظهراً لبطن لا يتكلم أسفاً، ومتحسراً، ونادماً على ما أنفق فيها: من جهد ومال، وزمن.
{فِيهَا}: ظرفية؛ أي: أنفق عليها؛ فيها: تدل على أنّ الإنفاق مستمر منذ الزّمن القديم بالإضافة إلى الإنفاق الجديد.
{وَهِىَ}: وهي: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}: العروش: هي الدّعائم الّتي كانت منصوبة للأشجار؛ مثل: دعائم شجر العنب. خاوية: أي: تساقطت عروشها على الأرض ولم تعد فائمة.
{وَيَقُولُ يَالَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّى أَحَدًا}: يا ليتني تستعمل لتمني النّادر، أو المستحيل، أو الأمور الصّعبة الحدوث، وكأنّه الآن تذكر موعظة صاحبه المؤمن.