سورة الكهف ١٨: ٦٤
{قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}:
{قَالَ ذَلِكَ}: قال موسى -عليه السلام- لفتاه.
{ذَلِكَ}: اسم إشارة، واللام: للبعد؛ يشير إلى مكان الصّخرة الّتي أووا إليها؛ ليستريحوا عندها؛ هو المكان المطلوب الّذي نبحث عنه.
{مَا كُنَّا نَبْغِ}: ما: اسم موصول؛ بمعنى: الّذي نريده.
{نَبْغِ}: ولم يقل: نبغي؛ حذف ياء المتكلم؛ لأنّ موسى -عليه السلام- يبغي اللقاء بالخضر، ولم يبغ مكان الصّخرة بالذّات؛ فهو علامة على وجود الخضر؛ فبغيته لم تكمل بعد، ولا زال يبحث عن الخضر، ولذلك قال نبغ ولم يقل نبغي، أو لكونه يريد العودة بسرعة إلى المكان الذي فقد الحوت عنده فاختصر الكلام، ولا داعي لذلك لقصر الزمن.
مقارنة بقول إخوة يوسف حين رجعوا إلى أبيهم، ووجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا: يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا؛ أي: هدفهم النّهائي، أو الحقيقي شراء الميرة؛ أي: الطّعام بما عندهم من البضاعة؛ فهم حققوا هدفهم؛ فذكر الفعل كاملاً: نبغي.
بينما موسى هدفه الكامل الوصول إلى الخضر (العبد الصّالح)، ولم يتحقق بعد فاستعمل: نبغ.
{فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}: رجعا في طريقهما إلى الصّخرة، وكانا يتبعان آثار أقدامهما، كما يفعل من يحاول قص الأثر، والوصول إلى الحقيقة.