سورة الكهف ١٨: ٧٩
{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِى الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}:
{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ}: أما: حرف تفصيل، وتوكيد.
{السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ}: لمساكين: اللام: لام الاختصاص، والاستحقاق؛ لمساكين: جمع مسكين: وهو من يملك ما لا يكفيه، والفقير: من لا يملك شيئاً.
{يَعْمَلُونَ فِى الْبَحْرِ}: أي: مجال عملهم في البحر مثل الصّيد، أو نقل الرّكاب، والبضائع.
{فَأَرَدْتُ}: المتكلم هو العبد الصّالح.
{أَنْ}: للتوكيد.
{أَعِيبَهَا}: ولم يقل أردت عيبها، وإنما أعيبها بخرقها؛ فهو ينسب العيب إلى نفسه، ولم ينسبه إلى الله تأدباً مع الله رغم أنّ ما قام به هو بأمر من الله تعالى؛ لقوله ما فعلته عن أمري، ولم يقل أردت عيبها؛ أي: طلبت من أحد عيبها.
وبين السّبب، أو الحكمة من خرقها، وإحداث العيب فيها؛ لكي لا يستولي عليها الملك غصباً: ظلماً وقهراً إذا كانت صالحة للاستعمال، أو تبدو جيدة؛ فإحداث العيب فيها بخرقها تصبح غير مرغوب في الاستيلاء عليها، وتبقى في ملك هؤلاء المساكين الّذين هم ينتفعون بها، وقيل: أن الماء لم يدخلها، ولم يغرق أهلها.
{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَّلِكٌ}: أي: أمامهم، وأمامهم قد تعني أمام، أو خلف، أو بعد.
{يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}: أي: يستولي ظلماً، وعدواناً على كلّ سفينة صالحة.