سورة الكهف ١٨: ٨٦
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}:
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ}: حتّى: حرف يشير على نهاية الغاية.
{إِذَا}: ظرفية زمانية.
{بَلَغَ}: وصل.
{مَغْرِبَ الشَّمْسِ}: سلك طريقاً باتجاه الغرب، وسار إلى أن انتهت به الأرض اليابسة المعمورة من حافة بحر، أو محيط، ورأى الشّمس تغرب: تغيب.
{فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ}: أي: تغيب عند ساحل البحر، أو المحيط، وقيل: الأطلسي في المغرب، وكان يسمى بحر الظّلمات، وقيل غيره من الأمكنة، وكأنّها تختفي في عين حمئة، أو كأنها تنطفئ عندها، والعين الحمئة: العين الدافئة، والمليئة بالطين؛ طين أسود يشكل ساحل البحر، أو المحيط، وحمئة: مؤنث حمئ، وهذه رؤية بحسب الظّاهر، ولا بحسب الحقيقة العلمية؛ فقد كان هذا مبلغ علمهم آنذاك؛ فالشّمس لا تغيب أبداً، وإنما تستمر في الدّوران على ناحية الكرة الأرضية المقابلة حيث تغرب على أرض، أو قوم، وتشرق على أرض، أو قوم آخرين، ويتعذر تحديد هذا المكان، وليس مهم ذلك.
{وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا}: وجد عند ذلك المكان الّذي ظن أنّ الشّمس تغيب فيه.
{قَوْمًا}: جماعة من النّاس، ويبدو أنّهم كانوا قوماً كافرين.
{قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ}: يبدو أنّه فكر، وسأل، أو دعا ربه ماذا أفعل بهم.
{قُلْنَا}: أي: ألهمناه (بالإلهام) بدعوتهم إلى الإيمان بالله.
{إِمَّا}: تفصيل وتخيير.
{أَنْ}: للتعليل، والتّوكيد.
{تُعَذِّبَ}: أي: تدعوهم إلى الإيمان، والإسلام؛ فمن رفض تعذبه بالأسر أو السجن.
{وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}: وإما: حرف تفصيل، أو تخيير.
{حُسْنًا}: قيل: بالإحسان إليهم بالعفو.
وفي الآية: إيماء إلى ترجيح اتخاذ الأحسن معهم؛ أي: الحلم بهم، والصبر، وقدم التّعذيب؛ لأنّهم يبدو أنّهم تمادوا في غيهم، وظلمهم، أو لكثرة عدد الظّالمين.