سورة طه ٢٠: ١٠
{إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّى آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّى آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى}:
{إِذْ}: ظرف زماني للزمن الماضي.
{رَأَى نَارًا}: وهو عائد من مدين إلى مصر مع أهله، وكان قد أخطأ الطّريق في ليلة شاتية باردة كما قال ابن عباس.
{فَقَالَ لِأَهْلِهِ}: زوجته وولد له.
{امْكُثُوا}: أقيموا مكانكم، المكث: الانتظار الغير محدد بزمن؛ أي: ابقوا في مكانكم، وربما قال: امثكوا بعد أن سأله أهله: نأتي معك، أو نبقى هنا ننتظرك؟
{إِنِّى}: للتوكيد.
{آنَسْتُ نَارًا}: أبصرت ناراً، وبدلاً من أن يقول أبصرت قال: آنست؛ أي: أبصر ناراً شعر معها بالأُنس، وشيء من الطّمأنينة؛ أي: آنست؛ أي: أبصرت ما يؤنس به.
{لَّعَلِّى آتِيكُمْ}: لعلي من لعل + إضافة ياء المتكلم، ولعل: لترجي المتوقع حصوله عادة، وهنا تعني لمطلق التوقع سواء حدث ما يتوقعه أم لم يحدث فهي تعني: احتمال غير مؤكد فيه نوع من الخوف والرّجاء؛ أي: لعلي أذهب فأجد جذوة من النّار آتيكم بها، ولم يقل: {سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ} النمل: ٧، سآتيكم: فيه نوع من التّأكيد، والثّقة بالنّفس، والقطع، أو الجزم.
{مِّنْهَا بِقَبَسٍ}: القبس: شعلة من النّار، تقبس من النّار سواء كانت جذوة كقوله تعالى: {جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ} القصص: ٢٩، أم شهاباً كقوله تعالى: {بِشِهَابٍ قَبَسٍ} النمل: ٧.
{أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى}: هدى: نكرة؛ أي: أجد أي شيء يهدينا إلى الطّريق، أو هادياً يهدينا، أو يدلنا إلى الطّريق.