سورة طه ٢٠: ١٤
{إِنَّنِى أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِى وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِى}:
{إِنَّنِى أَنَا}: انظر في الآية (١٢) قال تعالى: إنّي أنا ربك؛ أي: الخالق، والمربي، والمدبر، والرّازق لكلّ مخلوق مؤمن، أو كافر، وفي هذه الآية (١٤) يقول: إنني أنا الله: إنني أنا المعبود صاحب التّكاليف، والآمر والنّاهي.
إنني: بدلاً من إنّي؛ إضافة النّون للتوكيد، والمقام مقام توحيد، وتبليغ.
أنا: ضمير فصل يفيد التّوكيد، ويدل على التوحيد.
{اللَّهُ}: واجب الوجود، اسم الذات الإلهية، الجامع لكلّ صفات الكمال الإلهية، وهو الاسم الّذي تفرد به سبحانه، واختصه لذاته.
{فَاعْبُدْنِى}: الفاء: للتوكيد؛ اعبدني: أطع أوامري، وتجنب نواهيَّ، ولا تشرك بي شيئاً، والعبادة تشمل: كلّ قول وعمل صالح، ولا تكون إلا لله وحده، ولا تكون إلا مع المعرفة بالمعبود، وتعني: الخضوع، ولها أجر، ولها منهج رباني.
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِى}: أقم؛ أي: أتم الصّلاة بشروطها، وأركانها، وخشوعها، وسننها، ووقتها، وخص الصّلاة من بين سائر العبادات؛ لأنّها عماد الدّين، والصّلة الدّائمة المستمرة بين العبد وربه، والصلاة تجمع أركان الإسلام الخمسة؛ أي: تمثلها.
{لِذِكْرِى}: اللام: لام التّعليل؛ أي: لتذكرني، وبإخلاص؛ أي: خالصة لي، وابتغاء مرضاتي، فقوله تعالى فاعبدني (تشمل كل العبادات)، ثم عاد وذكر وأقم الصّلاة: ذكر الخاص (الصّلاة) بعد العام (اعبدني): للاهتمام بالصلاة، والتّوكيد.