سورة البقرة ٢: ٢٢٦
{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}:
المناسبة: هذه الآية تتحدث عن نوع من الأيمان خاص بالّذين يؤلون من نسائهم.
{لِلَّذِينَ}: اللام: لام الاختصاص؛ أي: خاص بالّذين يؤلون من نسائهم.
{يُؤْلُونَ مِنْ نِّسَائِهِمْ}: يؤلون من ألى؛ أي: حلف، أو أقسم، والإيلاء: يعني الابتعاد؛ أي: لهؤلاء الّذين يحلفون أن لا يقربوا نساءَهم بالوطء؛ أي: الجماع.
{تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ}: التربُّص هو التلبث في الانتظار، وفيه معنى المتابعة، والملاحظة؛ أي: حدد الله المدَّة القصوى للإيلاء أربعة أشهر (مقارنة بإيلاء أهل الجاهلية السنة، والسنتين، أو أكثر من ذلك، والسبب في الإيلاء الطويل الزمن هو أنّ الرجل لا يريد زوجته، ولا يحب أن يطلقها فيتزوَّجها غيره، ويتركها هكذا لا أيماً، ولا ذات بعل، فجاء الله سبحانه بهذا الحكم النهائي أربعة أشهر، فإما الفيء، وإما الطلاق.
{فَإِنْ}: الفاء: للتعقيب، والترتيب، إن: شرطية تفيد الاحتمال.
{فَاءُوا}: رجعوا في هذه المدَّة عما حلفوا عليه، فاؤوا: من فاء؛ أي: رجع. رجعوا إلى نسائهم بالوطء؛ أي: الجماع، وإن كان الزوج مريضاً، أو مسافراً، أو مسجوناً. قال جمهور العلماء: الفيء يكون باللسان، أو القلب.
{فَإِنَّ اللَّهَ}: الفاء: للتوكيد، وإن لزيادة التّوكيد.
{غَفُورٌ}: غفور لهم على ما حلفوا عليه، وغفور لهم على ظلمهم، والضرر الّذي ألحقوه بأزواجهم.
{رَحِيمٌ}: بهم بأن حدد لهم الزمن، أو الكفارة، والفيء.