سورة طه ٢٠: ٤٧
{فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}:
{فَأْتِيَاهُ}: احضرا لعنده والتقيا به، والإتيان أسهل، والمجيء وأتى يعني: في المستقبل، وجاء يعني: وصل وحضر وفيه مشقة.
{فَقُولَا}: فقولا: الفاء: للمباشرة؛ أي: مباشرة ابدأ بالقول.
{إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ}: إنَّا: أي: موسى وهارون، أو أنا وأخي رسولا ربك مرسلان من ربك؛ أي: ليس أنت الرّب، وفي سورة الشعراء آية (١٦) قال تعالى: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، رسولا: بالتثنية تعني: موسى وهارون، وأما قوله رسول بالإفراد؛ لأن رسالته واحدة، أو أحدهما يمثل الآخر، وكذلك الرسل تمثل رسول، والرسول يمثل الرسل؛ لأن الكل أرسل من رب العالمين ورسالتهم واحدة.
{فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ}: الفاء: للمباشرة؛ أي: أطلق سراح بني إسرائيل من مصر مباشرة، ودعهم يذهبون معنا؛ أي: موسى وهارون إلى الأرض المقدسة، وفي سورة الأعراف آية (١٠٥) قال تعالى على لسان موسى -عليه السلام- : {فَأَرْسِلْ مَعِىَ بَنِى إِسْرَاءِيلَ}.
{وَلَا تُعَذِّبْهُمْ}: لا: الناهية؛ بقتل أبنائهم، واستحياء نسائهم، ولا تسُمْهُم سوء العذاب.
{قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ}: قد: للتحقيق؛ أي: حقاً جئناك بآية: بمعجزة، ودليل، وبرهان.
{مِنْ رَبِّكَ}: إعادة كلمة "من ربك" مرتين (إنا رسولا ربك، قد جئناك بآية من ربك): لتهتز أعصاب سمع فرعون بسماع الحق أن هناك رب حقيقي.
{وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}: السّلام جاء بصيغة المعرفة، ولم يقل سلام؛ لأنّ السّلام هنا سلام إنذار، ولا يعني سلام التّحية، أو سلام الأمن والطّمأنينة، أو سلام النّجاة من كلّ مكروه، السّلام؛ أي: سلام النّجاة والسّلامة من عذاب الله.
{عَلَى}: تفيد العلو والمشقة.
{مَنِ}: ابتدائية استغراقية.
{اتَّبَعَ الْهُدَى}: أي: اتبع ما أنزل إليه من ربه على لسان رسله، وكتبه من أوامر ونواهٍ، ولم يقولا لفرعون: سلام عليك؛ لأنّه لم يك متبعاً أيَّ هدى.