سورة البقرة ٢: ١٣
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}:
{وَإِذَا}: ظرفية زمانية، للمستقبل.
{قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ}: قيل لهم: القائل هذا؛ مبني للمجهول، ولا يهم من هو! المهم هنا، هي المقولة.
{آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ}: أي: إذا دعوا إلى الإيمان، أو دعا بعضهم بعضاً إلى الإيمان، أنكروا دعوة الداعي، طاعنين في إيمان أصحاب محمّد -صلى الله عليه وسلم-. النّاس. راجع الآية (٢١) من نفس السورة لبيان معنى النّاس.
{قَالُوا أَنُؤْمِنُ}: الهمزة استفهام إنكاري.
{كَمَا آمَنَ}: الكاف للتشبيه.
{السُّفَهَاءُ}: كان المنافقون يصفون أصحاب محمّد -صلى الله عليه وسلم- بالسفهاء؛ لكونهم فقراء، ولا يملكون شيئاً.
والسفه: يعني: الاضطراب، والخفة في العقل، وضعف الرأي.
{أَلَا}: للتنبيه.
{إِنَّهُمْ}: إن: للتوكيد.
{هُمُ}: ضمير منفصل، يدل على المبالغة؛ أي: إذا كان هناك سفهاء، فهم السفهاء حقاً، وضعاف العقل، أو الجهّال الخرقى.
{وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}: بأنهم هم السفهاء.
ما هو الفرق بين: {وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}، {وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}؟
الآية (١٢) {وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}؛ وردت في سياق الفساد في الأرض، والفساد أمر ظاهر، وليس خفياً، وكان المفروض أن يشعروا بعنادهم وفسادهم، ولكنهم لم يشعروا، فقال تعالى: {وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}.
الآية (١٣) {وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}: وردت في سياق الإيمان، وهو عمل قلبي، ومن الأمور الباطنة؛ يحتاج إلى علم، وليس إلى شعور علم بما يجري في قلوبهم ولا يقدر على ذلك إلَّا العليم الخبير.