سورة طه ٢٠: ٨١
{كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِى وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَى}:
{كُلُوا}: يا بني إسرائيل.
{مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}: من: بعضية.
{طَيِّبَاتِ}: تعني: الحلال الطاهر.
{مَا}: اسم موصول؛ بمعنى: الّذي رزقناكم، أو مصدرية.
{رَزَقْنَاكُمْ}: كلوا من الحلال الطّيب، والأكل يعني: الشّرب أحياناً. ارجع إلى سورة الأنفال، آية (٦٩)؛ لمزيد من البيان.
{وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ}: لا: النّاهية.
{تَطْغَوْا}: تعود على الأكل بترك أكل الحلال، وما شرع لكم، وأكل الحرام، والإسراف والتّبذير، أو الكفر بالنّعمة (الجحود)، وعدم شكر المنعم.
{فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِى}: الفاء: للمباشرة، والتّعقيب؛ يحل: من الحلول؛ أي: الوقوع، أو النّزول؛ فتنزل عليكم عقوبتي، وفي الآية إنذار ووعيد لمن طغى في الرّزق. لماذا اختار يحل عليكم غضبي، ولم يقل يأتيكم غضبي؟ لأن يحل: فيها معنى الدائم؛ أي: يحل عليكم غضب دائم مستمر لا يتغير، بينما يأتيه: قد تحمل معنى غير الدائم؛ يأتيه ثم يزول عنه.
{وَمَنْ}: الواو: استئنافية، ومن: شرطية.
{يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَى}: ومن استحق، أو حلت عليه عقوبتي؛ فقد: الفاء: رابطة لجواب الشّرط؛ تفيد التّوكيد، وقد: لزيادة التّحقيق، والتّوكيد.
{هَوَى}: في النّار؛ أي: صار إلى الهاوية، هوى: استعارة، وهو السّقوط من أعلى إلى أسفل مما يؤدي إلى الهلاك والدّمار في الدّنيا أو الآخرة.