سورة طه ٢٠: ٨٤
{قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِى وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}:
{قَالَ}: قال موسى ردّاً على السّؤال.
{هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِى}: هم: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{أُولَاءِ}: اسم إشارة يفيد القرب، بينما أولئك: اسم إشارة يفيد البعد، ولم يقل: هؤلاء: حذف الهاء "هاء" التّنبيه، ولم يأت بها؛ لأنّ المقام لا يحتاج إلى التّنبيه؛ لأنّهم لم يحضروا أصلاً معه.
هم أولاء على أثري؛ أي: قريبون جداً لاحقون بي، وليسوا بعيدين عني.
{عَلَى أَثَرِى}: أي: هم ورائي ولن يتأخروا.
ويقال: جاء على أثره؛ أي: لحق به، ولم يتأخر عنه.
{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}: سبقتهم إليك لترضى: اللام: لام التّعليل؛ طلباً لرضاك، أو لترضى عني، أو للمزيد من رضاك.
وفي هذا اللقاء نزلت الألواح، وطلب موسى في هذا اللقاء أن يرى ربه فقال له ربُهُ: {انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِى فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} انظر في سورة الأعراف ١٤٣-١٤٥؛ لمعرفة تفاصيل ما حدث بعد ذلك، وكان هذا هو اللقاء الأوّل، وأمّا اللقاء الثّاني كان بعد قدومه مع السبعين رجلاً للاعتذار عن عبادة قومهم العجل. ارجع إلى سورة الأعراف، الآية (١٥٥).