سورة طه ٢٠: ٩٤
{قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلَا بِرَأْسِى إِنِّى خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى إِسْرَاءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى}:
{قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا}: قال هارون لموسى: يا بن أمَّ حذف ياء المتكلم للإيجاز والسرعة، ولم يقل يا بن أب؛ لأنّ ذكر الأمّ فيه معنى الحنان والعطف، وقوله: يا بن أمَّ؛ أي: يا بن أمّي.
{لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلَا بِرَأْسِى}: لا: النّاهية، لا تأخذ بشعر لحيتي، ولا بشعر رأسي.
{إِنِّى خَشِيتُ}: إنّي: للتوكيد.
{خَشِيتُ}: من الخشية، وهي الخوف مع تعظيم للأمر الباعث على الخوف، والعلم المتعلق به.
{أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى إِسْرَاءِيلَ}: خشيت أن يحدث تفرق واختلاف بين بني إسرائيل إن لحقت بك وتركتهم أن يؤدي ذلك إلى قتال بعضهم بعضاً، وهذا يُعد فساداً، وعدم إصلاح وعندها تقول: ولم ترقب قولي وتصلح.
{وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى}: وهو: اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين. ولم أراعِ ما قلته لي، وأنفذ ما طلبت مني.
وفي الآية (١٥٠) من سورة الأعراف قال هارون لموسى: {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِى وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِى فَلَا تُشْمِتْ بِىَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} وهذا يدل على أنّ هارون أنكر على السّامري وأتباعه اتخاذ العجل إلهاً إنكاراً شديداً قبل رجوع موسى، فعصى الضّالون من بني إسرائيل هارون وكادوا أن يقتلوه، ولذلك رأى هارون من الحكمة أن يبقى بينهم، وينتظر عودة موسى لإصلاح الأمر.