سورة طه ٢٠: ١١٥
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}:
{وَلَقَدْ}: اللام: للتوكيد؛ قد: للتحقيق.
{عَهِدْنَا}: العهد: تكليف وأمر، وقد يكون من طرفين، أو طرف واحد، ولم يسند العهد في القرآن إلا لله وحده، والعهد أقوى من الوصية، والعهد موثق.
{إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ}: من قبل أن يكون نبياً، أو من قبل هؤلاء الّذين جاؤوا من بعده، ونقضوا العهد.
{عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ}: أي: أمرناه {وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} الأعراف: ١٩.
{فَنَسِىَ}: الفاء: للترتيب، والتّعقيب، نسي: لها معنيان: التّرك؛ أي: ترك ما عهدنا إليه، أو أمرناه به، أو النّسيان؛ أي: لم يتذكر.
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ}: بتكليف واحد فقط، وهو ألّا يقرب من الشّجرة، والله سبحانه أمره مباشرة بذلك وبدون واسطة جبريل وحذره من الاقتراب منها، والأكل منها.
{فَنَسِىَ}: والسّؤال هنا هل نسي عدم الاقتراب من الشّجرة، أم نسي أنّ إبليس عدو له، ولزوجه، وأنّه قادر على الوسوسة؟
{مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّى لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} الأعراف: ٢٠-٢٢.
{عَزْمًا}: نكرة، ولم نجد له عزماً؛ لتضم كلّ أنواع العزم، أو للتهويل، والعزم: هو التّصميم على الشّيء، والثّبات عليه، والصّبر، ولم نجد له عزماً على عدم الاقتراب من الشّجرة، ناهيك عن الأكل منها، أو لم نجد له عزماً تصميماً: على ارتكاب الذّنب، والاقتراب من الشّجرة، ولكنّه أخطأ ونسي، وقد تعني كل ذلك.