سورة الأنبياء ٢١: ٢٦
{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ}:
بعد التّنزيه عن اتّخاذ الشّريك (آلهة) يُتبع ذلك بالتّنزيه عن اتّخاذ الولد.
ارجع إلى سورة الحديد آية (١): لبيان معنى سبحانه.
{وَقَالُوا}: مبني للمجهول، أيْ: لا يهم معرفة من قالوا والمهم المقولة، وقيل: مشركو قريش كما قال ابن عباس، وقيل: أفراد من قبيلة خزاعة وبني سلمة وجهينة، والمهم عموم اللفظ وليس خصوص السّبب.
{اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا}: أي: الملائكة بنات الله، والولد تعني: الذّكر أو الأنثى.
{سُبْحَانَهُ}: اسم مصدر تقديره أسبح سبحانه أن يتّخذ ولداً فهذا مستحيل، وأنّ الله منزه عن ذلك وأنّه أكبر وأجلّ أن يردّ عليهم كذبهم ويقول: إنكم لكاذبون فاكتفى بالقول سبحانه ونزَّه الملائكة الكرام وأخبر بأنّهم عباد مكرمون.
{بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ}: بل: للإضراب الإبطالي تبطل الجملة التي قبلها؛ أيْ: بل هم عباد مكرمون إبطال لقولهم اتخذ الرحمن ولداً؛ أي: سبحانه لم يتخذ ولداً كما يزعمون، والملائكة هم عباد للرحمن مكرمون، وفي الآية (١٦) من سورة عبس وصفهم بأنّهم كرام بررة.
{مُّكْرَمُونَ}: جمع مكرم، اسم مفعول من أكرم يعني الإحسان والإنعام والتّفضل؛ أيْ: أكرمهم الله سبحانه بكونهم عباداً له، وبما لهم من خصائص في الخلق والعبادة والمنزلة، ومع ذلك لهم صفات أخرى هي: