سورة الحج ٢٢: ٣٠
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}:
{ذَلِكَ}: ذا اسم إشارة واللام للبعد، (ذلك): ما ذكر من أعمال الحج بأنّها أوامر واضحة.
{وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ}: جمع حرمة، والحرمة: كلُّ أمرٍ لله يحرم تركه وكلُّ نهيٍ يحرم فعله أو القيام به، أو ما وجب القيام به وحرم التّفريط به، وتعظيمها: يعني لا يكون لذاتها، وإنما تعظيمها تعظيم لله سبحانه؛ لأنّها من حرمات الله وأوامره وتطبيقها على أتم وجه وبحب وإخلاص.
{فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}: فهو: للتوكيد، أي: التّعظيم خيرٌ له ثواباً عند ربه في الآخرة.
{وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ}: أي: أحلّ أكلها بعد الذّبح إلا ما تلي عليكم وهي {الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} المائدة: ٣.
{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ}: الفاء: للتوكيد، اجتنبوا: الاجتناب أشد وأقوى من التّحريم، الرّجس: القذر حساً أو شرعاً أو عقلاً، من الأوثان: (من) ابتدائية استغراقية تستغرق كلّ وثن من تمثال، ويدخل فيها الشّيطان والطّاغوت والأصنام؛ أي: اجتنبوا عبادتها أو دعاءها، وتجنب ذكر غير اسم الله على الأنعام عند الذبح أو ذبحها على النُّصُب وغيرها من أعمال الشّرك. ارجع إلى سورة البقرة الآية (٥٩) للبيان المفصل في معنى الرجس والرجز والفرق بينهما.
{وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}: من الازورار: بمعنى الميل، وهو كلّ قول مائل عن الحق؛ أي: القول الكذب الباطل الخبيث. وزوّر الشّيء؛ أي: سوّاه وحسّنه بحيث يظهر سويّاً حسناً، أو أنّه حقّ وصدق، كالقول: إنّ لله ولداً أو شريكاً، وكقولهم: إنّ الله حرّم البحيرة والسّائبة والوصيلة والحام، مثلاً. كما ورد في سورة المائدة آية (١٠٣) {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ}.