سورة الحج ٢٢: ٤٩
{قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ}:
{قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ}: قل لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-، يا أيها: يا النّداء، والهاء للتنبيه، النّاس: الثّقلين الإنس والجن، البشرية عامة.
{إِنَّمَا}: وهذه الآية تدل على أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسولٌ إلى النّاس عامة وإلى المسلمين خاصة، (إنما) كافة مكفوفة تفيد الحصر.
{أَنَا}: ضمير منفصل يفيد التّوكيد والحصر.
{لَكُمْ}: اللام لام الاختصاص، لكم: للمؤمن والكافر والإنس والجن للذكر والأنثى.
{نَذِيرٌ مُبِينٌ}: نذير من الإنذار: وهو الإعلام مع التّحذير من العقاب والهلاك، مبين؛ أي: لكلّ واحد لكلّ عبد، وإنذاري واضح وكامل وبيّن شامل ولا يحتاج إلى من يُبيّنه (يوضحه).
وانتبه إلى قوله تعالى في نهاية الأمر: (نذير مبين) وأحياناً لا يذكر ذلك فيقول تعالى: (إن أنا إلا نذير) بدون (مبين) فالآية الأولى تأتي في سياق الدّعوة إلى الله والتّبليغ، والثّانية تأتي في سياق الوحي عادة كقوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ} هود: ١٢.
وفي هذه الآية لم يقل إنما أنا لكم بشير ونذير؛ لأنّ الآية جاءت في سياق منكري العذاب، فهؤلاء ليس لهم بشارة، ولذلك اقتصر على القول: نذير.
وقوله: إنما أنا لكم نذير مبين: أي إنما عليَّ البلاغ المبين فقط، ولست مسؤولاً عن هدايتكم وحسابكم، وما أنا عليكم بوكيل.