سورة المؤمنون ٢٣: ٦٣
{بَلْ قُلُوبُهُمْ فِى غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ}:
{بَلْ}: للإضراب الانتقالي.
{قُلُوبُهُمْ فِى غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا}: قلوبهم تعود على الكفار: الّذين تقطعوا أمرهم بينهم كلّ حزب بما لديهم فرحون.
قلوبهم في غمرة في غفلة وجهالة، أو عدم يقظة. ارجع إلى الآية (٥٤) من نفس السّورة لمزيد من البيان. وقوله: قلوبهم في غمرة، ولم يقل: هم في غمرة، بل قلوبهم؛ لأن القلب هو يعمى، وهو مستودع الإيمان واليقين والعقاب، وهو الذي يسيطر على الجوارح كقوله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} الأعراف: ١٧٩، {لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} الحج: ٤٦.
{مِّنْ هَذَا}: من ابتدائية، هذا اسم إشارة للتقريب تعني من كتاب الحفظة أو كتاب أعمالهم، أو تعني القرآن الكريم في غمرة تمنعهم من الوصول إلى فهم القرآن وتدبُّر معانيه أو الاستعداد ليوم الحساب.
كما قال تعالى: {لَّقَدْ كُنْتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} ق: ٢٢.
{وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ}: ولهم: اللام لام الاختصاص، أعمال من دون ذلك: أعمال غير الأعمال الّتي كتبها الحفظة لا بُدَّ أن يعملوها في المستقبل، سبق علمه سبحانه بها منذ الأزل.
أو الأعمال دون ذلك: أيْ: لهم أعمال غير تلك الأعمال الّتي عملوها يمهلهم الله لكي يعملوها من الأعمال السّيئة، فإذا عملوها جاء أمر ربك بالعذاب أو أعمال دون الشّرك والكفر من المعاصي والآثام، لا بُدَّ أن يعملوها قريباً.