سورة النور ٢٤: ٢١
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}:
المناسبة: يأتي ذكر هذه الآية هنا؛ لأنّ الخوض في حديث الإفك ما هو إلا نوع من اتّباع خطوات الشّيطان فقال محذراً:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد بتكليف جديد إلى الّذين آمنوا.
{لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}: لا النّاهية، تتبعوا خطوات الشّيطان: وساوسه ونزعاته وهمزاته وتزيينه، وإشاعة الفاحشة والقذف، ولمعرفة معنى الشّيطان ارجع إلى الآية (٣٦) من سورة البقرة.
{وَمَنْ يَتَّبِعْ}: من شرطية، يتّبع: يطيع.
{خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ}: الزّنى والقذف وارتكاب المعاصي وما قبح من الذّنوب.
{وَالْمُنكَرِ}: ما ينكره الشّرع، وكل فعل تحكم العقول بقبحه. ارجع إلى سورة التوبة آية (٦٧)، وآل عمران آية (١٠٤) لمزيد من البيان.
{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}: ارجع إلى الآية (١٠) والآية (٢٠).
{وَلَوْلَا}: حرف امتناع لوجود؛ أي: لولا فضل الله عليكم ما زكى منكم من أحد.
{مَا زَكَى}: ما طهر من الإثم أو الذّنب منكم من أحد.
{مِنْكُمْ}: تقديم (منكم) للاختصاص؛ أي: خاصة منكم.
{مِّنْ أَحَدٍ}: من استغراقية تستغرق كلّ واحد.
{أَبَدًا}: ظرف زماني؛ أي: في أيِّ زمان.
{وَلَكِنَّ}: حرف استدراك.
{اللَّهَ يُزَكِّى مَنْ يَشَاءُ}: يطهر من يشاء من الذّنب والإثم بالتّوبة والمغفرة.
{وَاللَّهُ سَمِيعٌ}: لأقوالكم ونجواكم وإسراركم.
{عَلِيمٌ}: بما في نفوسهم، وعليم بأعمالكم الباطنة والظّاهرة.