سورة النور ٢٤: ٣٧
{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}:
{رِجَالٌ}: خصّ الرّجال بالذّكر في المساجد؛ لأن ليس على النّساء صلاة جماعة في المساجد ولا جمعة.
{لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ}: لا النّافية. تشغلهم تجارة (التّجارة هي البيع والشّراء)، وخصّ التّجارة؛ لأنّها أكثر الأعمال الّتي تشغل النّاس عن الصّلاة وحضور المساجد.
{وَلَا بَيْعٌ}: ذكر الخاص بعد ذكر العام؛ للاهتمام والتّوكيد، لأنّ البيع هو الّذي يجلب الرّبح ويعدّ أهم قسمَي التّجارة (الشراء والبيع).
{عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}: باللسان مثل التّسبيح والتّحميد والشّكر، و) عن) تفيد المجاوزة والابتعاد.
{وَإِقَامِ الصَّلَاةِ}: أداؤها لوقتها وإتمامها بالأركان والسنن والواجبات.
{وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ}: ما يجب إخراجه من المال للمستحقين.
{يَخَافُونَ يَوْمًا}: يوم القيامة (ونكّر اليوم؛ للتهويل والتّعظيم).
{تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}: من شدة هوله وأحداثه العظام، تتقلب فيه: تعني في ذلك اليوم خاصة أو حصراً.
القلوب تضطرب وتتسرّع من شدة الفزع والخوف ويرتفع الضغط الشّرياني، وتبلغ القلوب الحناجر: كناية عن شدة خوفها، وشدة نبضات القلب الّتي تشعر بأنّها في مستوى الحناجر، أو كأن القلوب تركت أماكنها وأصبحت على مستوى الحناجر.
والأبصار: الشاخصة تتقلب: تترقب من أين يأتيها العذاب، أو تتقلب تنظر يمنة ويسرة من أين يؤتون كتبهم أمِنْ قِبَل اليمين أم من قِبَل الشمال.