سورة النور ٢٤: ٥٠
{أَفِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}:
{أَفِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا}: الهمزة همزة استفهام وتوبيخ وذم؛ أي: ما هو سبب إعراضهم عن التّحاكم إلى رسول الله، وقلوبهم المريضة بمرض النّفاق والحسد والرّيبة، (أم المنقطعة) ارتابوا في نبوة محمّد؟ الرّيبة: هي الشّك والتّهمة، أو ارتابوا فيما أنزل الله تعالى في القرآن. وانظر إلى جملة في قلوبهم مرض (جملة اسمية) تدل على الثبات؛ أي: المرض متأصل في قلوبهم (مرض النفاق) بينما ارتابوا أو يخافون (جملة فعلية) تدل على التجدد والتكرار؛ لأن قلوبهم مريضة.
{أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} أم: للإضراب الانتقالي (أم المنقطعة) والهمزة للاستفهام الانكاري والتّوبيخ.
الحيف: هو ميل الحاكم إلى أحد الطّرفين، أو الحيف: الظّلم النّاتج عن عدم العدل، وأصل الحيف: تحيّفت الشّيء: إذا أنقصته عن حافاته.
{بَلْ} للتقرير واليقين، للإضراب الانتقالي.
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة للبعد.
{هُمُ}: للتوكيد.
{الظَّالِمُونَ}: جمع: ظالم، هو كل من يخرج عن منهج الله عز وجل.
أي: يجب ألا يخافوا أن يحيف عليهم محمّد؛ أي: يظلمهم بحكمه، وإنما هم الظّالمون حين يريدون أن يظلموا من له الحق عليهم أو يظلموا النّاس ويأكلوا حقوقهم وأموالهم بالباطل، فهم الظّالمون لغيرهم ولأنفسهم معاً.
انتبه إلى قوله: (أفي قلوبهم مرض): جملة اسمية تدل على الثّبوت، أتبعها بجملة فعلية هي (أم ارتابوا) الّتي تدل على التّجدد والتّكرار.
الظّالمون: جملة اسمية تدل على الثبوت؛ أي: مستمرون في الثبات على ظلمهم للنّاس.