سورة الفرقان ٢٥: ٤
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا}:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: أمثال النضر بن الحارث وغيره كما قال مقاتل، والعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب.
{إِنْ}: نافية بمعنى ما و (إنْ) أشد وأقوى نفياً من (ما).
{هَذَا}: اسم إشارة والهاء للتنبيه وذا اسم إشارة يشير إلى القرآن الكريم.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{إِفْكٌ افْتَرَاهُ}: الإفك: هو الكذب المتعمد، وهو أسوأ من الكذب، ومشتق من قلب الكلام الحق إلى الباطل، من إفكه: بمعنى قلبه. افتراه: ادعاه أو زعمه أي: القرآن الكريم ليس كلام الله، بل هو كلام محمد -صلى الله عليه وسلم-.
{وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ}: ساعده على الإتيان به قوم آخرون أمثال يسار غلام عامر الحضرمي وعداس وجبر مولى لعامر، وهم من أهل الكتاب كما قال مقاتل.
{فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا}: الفاء: للتوكيد، قد: للتحقيق والتوكيد، جاؤوا: هؤلاء الّذين كفروا وقالوا: هذا القرآن إفك وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا بالكذب وبالظلم.
{ظُلْمًا}: الجور: أي: الحكم بغير الحق أي: اتهموا القرآن الحق بأنه إفك مفترى بالزور هو في الأصل تحسين الباطل، والزور: هو الميل عن الصدق والانحراف عن الحق، ومنها شهادة الزور، ويعني: الكذب.
وقدَّم الظلم على الزور؛ لأن المفروض من يصدر الحكم أن يسمع إلى الشهادة أولاً، ثم يصدر الحكم ثانياً، فهم نطقوا بالحكم بغير الحق، والتمسوا له الدليل أو الشهادة.
أيْ: قد ظلموا: جاروا في الحكم حين زعموا أن القرآن مفترى وأعانه عليه قوم آخرون، وكان دليلهم أو شهادتهم هو الكذب والزور وقولهم: أساطير الأولين.