سورة الفرقان ٢٥: ٦
{قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِى يَعْلَمُ السِّرَّ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}:
{قُلْ}: لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-.
{أَنْزَلَهُ الَّذِى يَعْلَمُ السِّرَّ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أنزله: أي: القرآن، جملة واحدة (دفعة واحدة) من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا. ارجع إلى سورة البقرة آية (٤) لمزيد من البيان للفرق بين أنزل ونزل.
الله الّذي يعلم السّر في السّموات والأرض: السر هو ما تسره أيْ: تخفيه في نفسك ولا يعلمه إلا أنت فقط، أيْ: لا تخفى عليه خافية، يعلم السر وأخفى: كلّ ما يجري في السّموات والأرض من أحداث وأفعال وأقوال، ولم يقل: أنزله الّذي يعلم السّر والجهر؛ لأن من علم السّر من البديهي أن يعلم الجهر، أو هو أعلم بالجهر، ولو كان هذا القرآن مفترى أو أعانه عليه قوم آخرون لعلم الله سبحانه ذلك، وكما قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} الحاقة: ٤٥-٤٦.
{إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}: إنّه: للتوكيد، كان وما زال وسيظل كان تشمل كلّ الأزمنة.
غفوراً: صيغة مبالغة كثير الغفر أي: السّتر ومحو الذّنب وترك العقوبة، ومهما كثرت الذنوب أو تعاظمت فهو الغفار والغفور.
رحيماً: بعباده يقبل توبتهم ولا يعجل لهم العقوبة لعلهم يتوبون ويرجعون إلى الله، ويغفر الذنوب جميعاً إذا تاب الإنسان وأناب إلى ربه.
ولمقارنة هذه الآية بقوله تعالى: {قَالَ رَبِّى يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِى السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} الأنبياء: ٤ ارجع إلى سورة الأنبياء آية (٤) للبيان.