سورة الفرقان ٢٥: ١٧
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ ءَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِى هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ}:
{وَيَوْمَ}: أي: القيامة ونكرة للتهويل والتعظيم.
{يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} الحشر: هو السوق والجمع الكفار والمشركين وما يعبدون من دون الله من الآلهة والأصنام.
من دون الله: من غير الله تعالى.
ما: لغير العاقل وتشمل العقلاء وغلب غير العاقل لكثرة الآلهة والأصنام مقارنة بالعقلاء مثل عيسى وعزير أو الملائكة.
{فَيَقُولُ}: للآلهة، أو المعبودين والأصنام ينطقها الله يوم القيامة وتتكلم كما تتكلم الأيدي والأرجل والألسن، وتشمل الملائكة وعزير وعيسى والأولياء.
{ءَأَنتُمْ}: الهمزة للاستفهام والتقرير والإنكار والتوبيخ، وهو سؤال في الآخرة يوم القيامة.
{أَضْلَلْتُمْ}: أيْ: بالوسوسة والتزيين والإغراء والنزغ. أضللتم إياهم عن الاهتداء والسير على طريق الحق والصراط المستقيم، وأوقعتموهم في الضّلال أم هم ضلوا السبيل بأنفسهم؟
{عِبَادِى}: وصفهم بذلك مع أنهم ضالون، ولم يقل: عبيدي؛ لأن الكل في الآخرة يطلق عليهم عبادي؛ لأنّه زال ما كان يميزهم في الدّنيا وهو الإيمان أو التكليف، ولا تكليف في الآخرة. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٨٦)، وسورة الزمر آية (١٧) لمعرفة الفرق بين عبادي وعباد وعبيد.
{هَؤُلَاءِ}: الهاء: للتنبيه، أولاء: اسم إشارة يشير إلى الضالين، وقوله: أأنتم أضللتم عبادي بدلاً من أأضلتم عبادي فيها توكيد أشد ليعلم العبد الضال أنه مسؤول عن ضلاله بنفسه وليس غيره.
{أَمْ}: الهمزة للاستفهام والتقرير. أم: للإضراب الانتقالي.
{هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ}: هم: للتوكيد، ضلوا السبيل: السبيل التعريف بأل يعني: الدين القيم التام الكامل؛ أي: الإسلام.
بينما (سبيلاً) نكرة ووردت كلمة (سبيلاً) في ست آيات في هذه السورة، بينما السبيل وردت مرة واحدة.
سبيلاً: كلمة مطلقة لا تحدد نوع السبيل فقد يكون سبيل الإلحاد أو النفاق والغي والضّلال أو الخير أو الهداية أو الصلاح والرشد. وأما في الآية (٦٧) من سورة الأحزاب: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} فهي تدل على الصريخ، وامتداد الصوت، والعويل لما يلاقوه في سعير جهنم. ارجع إلى سورة الأحزاب آية (٦٧) لمزيد من البيان.