سورة الفرقان ٢٥: ٣٤
{الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا}:
{الَّذِينَ}: أي: الّذين كفروا.
{يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ}: يحشرون: الحشر هو السوق والجمع أيْ: يسحبون إلى جهنم تسحبهم الملائكة على وجوههم إلى جهنم.
أو يجرون أو يمشون على وجوههم إلى جهنم، فقد سُئِلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة قال -صلى الله عليه وسلم-: «أليس الّذي مشاه على رجليه في الدّنيا بقادر أن يمشيه على وجهه يوم القيامة». رواه البخاري ومسلم.
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة يفيد الذم يشير إلى الذين ينكرون البعث، والذين قالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة وغيرهم من كفار مكة.
{شَرٌّ مَّكَانًا}: مثوىً وصف المكان بالشر للمبالغة؛ لأنّهم هُمْ الأشرار.
{وَأَضَلُّ سَبِيلًا}: وصف السبيل (الطريق) بالضلال للمبالغة أيضاً.
أضل سبيلاً من غيرهم من الكفار، ولم يقل: أشر مكاناً وأضل سبيلاً؛ لأن كلّ مكان في جهنم هو شر وليس غيره أفضل منه.
في هذه الآية يحشرون على وجوههم إلى جهنم.
في الآية (٩٠) من سورة النمل: {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ}.
في الآية (٦٦) من سورة الأحزاب: {تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ}.
في الآية (٤٨) من سورة القمر: {يُسْحَبُونَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}.
في الآية (٩٧) من سورة الإسراء: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}.
واختِير الوجه؛ لأنّه أشرف الأعضاء الّتي تميِّز الإنسان، وفيه معظم الحواس.