سورة الفرقان ٢٥: ٤٠
{وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِى أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا}:
{وَلَقَدْ}: الواو استئنافية. لقد: اللام للتوكيد، قد للتحقيق.
{أَتَوْا}: أيْ: مروا على والضمير يعود على كفار أو مشركي مكة. أيْ: مروا على القرية أثناء رحلاتهم التجارية بين الشام ومكة، أو سفرهم.
{عَلَى}: تفيد العلو والمشقة.
{الْقَرْيَةِ}: معرفة بـ (ال) التعريف، أيْ: قرية سدوم أعظم قرى قوم لوط.
{الَّتِى أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ}: أمطرت بالحجارة من سجيل الّتي أشارت الدراسات العلمية الحديثة أنها نتيجة انفجار النيازك المكونة من معادن مختلفة مثل الحديد أو النيكل وغيرها تسقط على الأرض بشكل حجارة، سقطت على قوم لوط بشكل مطر سماه الحق مطر السوء الذي دمرهم وأهلكهم.
من السوء: مصدر ساءه، أيْ: فعل به ما يكره.
{أَفَلَمْ}: الهمزة للاستفهام والتوبيخ والتعجب والتقرير والفاء للتوكيد.
{يَكُونُوا يَرَوْنَهَا}: في سفرهم ورحلاتهم إلى الشام أو فلسطين، أيْ: أفلم يمروا عليها ويشاهدوها؟ الجواب: نعم.
{بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا}: بل: للإضراب الانتقالي. يرجون: من الرجاء. الرجاء تعريفه: الأمل في الخير والخشية والخوف في الشر فهم كانوا لا يخافون أو يخشون البعث والحساب والجزاء.
نشوراً: الإحياء بعد الموت، أيْ: لا يظنون أنهم سيبعثون بعد موتهم ولا يرجون ذلك. ارجع إلى الآية (٢١) من نفس السورة للبيان.
أيْ: كان من المفروض أن يعتبروا ويأخذوا عبرة ويتعظوا برؤيتهم لقرى لوط، ويصلوا إلى الحقيقة، ولكن ذلك لم يحصل فهم سواء أتوا أو لم يأتوا لا يؤمنون بالنشور والحساب.