سورة الفرقان ٢٥: ٤٤
{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}:
{أَمْ}: للإضراب الانتقالي، الهمزة: استفهام إنكاري.
{تَحْسَبُ}: من حسب: من الحساب القلبي والحساب الحسي القائم على النظر والتجربة والحساب وهو الظن الراجح.
{أَنَّ}: تفيد التوكيد.
{أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ}: سماع تدبر وتعقل وقبول وانتفاع.
{أَوْ يَعْقِلُونَ}: من عقل الشّيء عرفه بدليله، وفهمه بأسبابه ونتائجه؛ ليصلوا إلى الحقيقة أن الله هو الإله الحق واجب الوجود الواحد الأحد الّذي يجب أن يُعبد ويطاع، وقوله: أنّ أكثرهم، فهناك أقلية تسمع وتعقل.
{إِنْ هُمْ}: إن: نافية تعني: ما هم، وهي أقوى في النّفي من ما. هم: تفيد التوكيد.
{إِلَّا كَالْأَنْعَامِ}: إلا: أداة حصر، والكاف: للتشبيه كالأنعام، تسمع الصوت ولا تفهم معناه، أيْ: لا يفقهون ما يقال لهم، كالأنعام تأكل وتشرب وتسرح وتمرح وتتوالد.
{بَلْ}: للإضراب الإبطالي.
{هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}: هم: للتوكيد. أضل: من الأنعام؛ لأن الأنعام تهتدي لمراعيها وتستسلم لأربابها. وتُقبل على المحسن إليها وتفقه ما تسمعه من أصوات الزجر وغيرها من رعاتها. فهم أسوأ حالاً من الأنعام، ولأن الأنعام تسبِّح ربها، وهؤلاء لا يفقهون شيئاً مما نُزل عليهم، ولا يسبحون ربهم، ولا يسمعون ما يعظهم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو لا يخترق آذانهم أصوات الدعاة إلى الله؛ فهم ليسوا كالأنعام، بل الأنعام أفضل فهم، وهم أضل سبيلاً من الأنعام.