سورة البقرة ٢: ٢٨١
{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}:
قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما- ، وغيره من العلماء: أنّ هذه الآية هي آخر آية نزلت من القرآن الكريم؛ أي: نزلت من السماء، وآخر موعظة تلقتها البشرية من خالقها.
قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما- : توفِّي الرّسول بعدها بـ (٨١) يوماً، وقيل: (٣١) يوماً، أو أقل من ذلك.
{وَاتَّقُوا يَوْمًا}: أي: اجعلوا بينكم وبين ما يقع في ذلك اليوم من أحداث عظيمة وقاية وحاجزاً.
أي: احذروا ذلك اليوم وتجنبوا وقائعه بطاعة الله بامتثال أوامره، وتجنب نواهيه.
{يَوْمًا}: بصيغة التنكير؛ للتعظيم، والتهويل لما يحدث في يوم القيامة من الأهوال.
{تُرْجَعُونَ}: ولم يقل: تَرجِعون، تُرجعون بضم التاء؛ لأنّ هذا الرجوع في ذلك اليوم يكون قسراً، وجبراً، وليس بإرادتكم.
{فِيهِ}: قدَّم فيه؛ أي: في ذلك اليوم حصراً، وقصراً ترجعون فيه {إِلَى اللَّهِ}: وحده.
{ثُمَّ}: لترتيب الأخبار، وليس التراخي في الزمن.
{تُوَفَّى}: تجزى.
{كُلُّ نَفْسٍ}: مؤمنة، أو كافرة، مطيعة، أو عاصية.
{مَا كَسَبَتْ}: ما: اسم موصول؛ بمعنى: الّذي (ولكنها أوسع شمولاً) كسبت من خير وشر، أو حسنات وسيئات، ولم يقل: ما عملت؛ لأنّ الآية في سياق الأموال والكسب, والكسب: هو بشكل عام جلب النفع أو دفع الضرر. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٨٦) للبيان المفصل في الكسب.
{وَهُمْ}: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{لَا يُظْلَمُونَ}: لا: النّافية.
{يُظْلَمُونَ}: من الظّلم، وهو نقصان الحق؛ أي: يعطون أجورهم كاملة، ولا ينقصون حسنة، ولا يزاد في سيئاتهم سيئة.