سورة الفرقان ٢٥: ٧٧
{قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}:
{قُلْ}: يا محمّد للكافرين والمؤمنين الخطاب عام.
{مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى}: ما: لها عدة احتمالات قد تكون نافية أو استفهامية.
١ - ما النافية: يعبأ بكم ربي: لا يبالي بكم أو لا يهتم بكم لولا دعاؤكم.
٢ - وما قد تكون استفهامية: للتهويل، تهويل الدعاء والعبادة.
{لَوْلَا}: حرف امتناع لوجود، وجود الدعاء.
{دُعَاؤُكُمْ}: عبادتكم أو دعاؤكم في الشدائد والمحن، لولا أنكم تتضرعون إليه وتدعونه أو تعبدونه ما عَبِئَ بكم، ولكنه سبحانه يعبأ بعبادتكم وبدعائكم. ولو لم يكن يعبأ بكم لما خلقكم وأرسل إليكم رسله وكتبه وملائكته، وهو يعبأ بكم لمصلحتكم ولأجلكم وليس لمصلحته ولذاته؛ لأن عبادتكم لا تزيد ولا تنقص في ملكه شيئاً.
{فَقَدْ}: الفاء: للتوكيد، قد: للتحقيق.
{كَذَّبْتُمْ}: الخطاب قد يكون للذين كفروا من أهل مكة الّذين كذبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وغيرهم من الكفار الّذين كذبوا بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر
أو قد يكون للمؤمنين، وكذبتم تعني: لم تعبدوا الله كما أمركم وتخلصوا له، أو تعني أشركتم في عبادتكم ومجيء الإنذار بصيغة المخاطب يدل على الشدة في الإنذار والوعيد.
{فَسَوْفَ}: الفاء للتوكيد، سوف للاستقبال البعيد والتراخي يعني: يوم القيامة.
{يَكُونُ لِزَامًا}: أيْ: يكون العذاب لزاماً عليكم، أو ثابتاً حقاً لكم لا يفارقكم، أو واقع بكم لا محالةَ، ولن ينجوَ منكم أحدٌ.