سورة آل عمران ٣: ١٧
{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}:
في هذه الآية يبيِّن لنا سبحانه صفات المتقين بعد أن ذكر لنا بالآية (١٥) ما هو الثواب والجزاء، وفي الآية (١٧) ذكر لنا شيئاً عن إيمانهم، وتوبتهم، وهنا يبيِّن لنا بعضاً من صفاتهم.
{الصَّابِرِينَ}: على التكاليف الشرعية؛ أي: صابرون على الطاعة، والعبادات، وما أمروا به، وصابرون عن المعاصي، وصابرون على الأحداث القدرية.
{وَالصَّادِقِينَ}: أي: صدقوا الله ما عاهدوه عليه، وصدقوا في أقوالهم وأفعالهم، وصدقوا الله في لا إله إلا الله، ويفعلون ما يقولون.
{وَالْقَانِتِينَ}: جمع قانت: وهو المطيع العابد بخشوع، وخضوع، ولزوم.
{وَالْمُنفِقِينَ}: مما رزقهم الله ابتغاء مرضات الله بالصدقة والزكاة.
{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}: يعود، ومرة ثانية ليؤكد على أهمية الاستغفار، فقد ذكرها سابقاً بقوله: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}: فهم رغم صبرهم، وصدقهم، وقنوتهم، وإنفاقهم لا يزالون بحاجة إلى التوبة والاستغفار؛ لأنهم معرضون للأغيار.
ويذكر سبحانه في هذه الآية الزمن المفضل للاستغفار، وهو وقت السحر، وهو الثلث الأخير من الليل إلى طلوع الفجر، وهو زمن سكون الليل، وبعد النوم والراحة.
الواو العاطفة بين الصفات؛ للدلالة على كمالهم في كل صفة ذُكرت من الصفات الخمسة.