سورة النمل ٢٧: ٣٧
{ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ}:
{ارْجِعْ إِلَيْهِمْ}: قال للرسول والوفد المرافق: ارجع إليهم ولم يقل: ارجع إليها، ارجع إلى قومك، ارجع إليهم بهديتهم.
{فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ}: الفاء للتوكيد واللام والنّون في لنأتينَّهم لزيادة التوكيد، وأخبرهم أنا قادمون بجنود، ولم يقل: بجند؛ لأنّهم مزيج من الإنس والجن والشّياطين. الّذين سخرهم الله لطاعة سليمان، ولو كانوا من جنس البشر فقط لقال: بجند.
{لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا}: لا النّافية، أيْ: لا يستطيعون مقابلتها، أي: التّصدي لها أو القدرة عليها، ولا طاقة لهم على مقاومتها. ولنقارن هذه الآية مع قوله تعالى: {لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} البقرة: ٢٤٩، فالطاقة: هي غاية أو أقصى مقدرة القادر، واستفراغ ما في وسعه من قدرة، والقدرة: القدرة أو القوة التي يتمكن بها المرء من أداء الأمور، والاستطاعة: أخص من القدرة، فكل مستطيع قادر، وليس كل قادر بمستطيع.
{وَلَنُخْرِجَنَّهُم}: اللام والنّون كلاهما للتوكيد.
{مِّنْهَا}: من أرضهم من سبأ (مأرب).
{أَذِلَّةً}: بعد هزمهم ودحرهم أذلة بعد أن كانوا أعزة؛ لأنّه سيسلبهم مُلْكَهُم ويصبحون عبيداً.
{وَهُمْ}: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{صَاغِرُونَ}: من الصَّغار وهو الأسر والذل والاستعباد.
وأدركت بلقيس أنّ هذا إنذار بالحرب من سليمان وهي نفسها تميل إلى السّلم، ولذلك أذعنت وانقادت لطلب سليمان، وبدأت بالاستعداد للقدوم إلى سليمان لإعلان إسلامها مع قومها.