سورة النمل ٢٧: ٥٨
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ}:
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا}: بعد أن جعل عاليها سافلها كما قال تعالى في سورة الحجر الآية (٧٤): {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}.
{مَّطَرًا}: جاءت بصيغة النّكرة أو الإبهام للتهويل وبين نوع المطر في سورة هود الآية (٨٢) فقال: {مِنْ سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ}.
{عَلَيْهِم}: قدَّم عليهم للحصر والقصر، وفي سورة هود الآية (٨٢) قال: عليها على القرية، أو على المؤتفكات فالحجارة أمطرت على القرية بما فيها أهلها ولم يستثنِ أحد، ومن خصائص القرآن أن يستعمل كلمة المطر في سياق الانتقام والعذاب والغيث في سياق الرّحمة.
وقوله: وأمطرنا مشتقة من الفعل الرّباعي أمطر: أيْ: أصابهم بالمطر، أيْ: بالعذاب، ولو قال: ومطروا مشتقة من الفعل الثّلاثي مطر لا تدل على العذاب.
{مَّطَرًا}: للتوكيد.
{فَسَاءَ}: الفاء للتوكيد، ساء من أفعال الذّم والتّقبيح.
{مَطَرُ الْمُنذَرِينَ}: المنذَرين جمع مُنذَر وأنذروا دائماً وباستمرار، والإنذار: الإعلام والتّحذير والتّخويف، بأن يتجنَّبوا فعل الفاحشة.
وفي سورة هود آية (٨٢-٨٣) وصف هذا المطر بالقول: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ} السّجيل المنضود: السّجيل، قيل: طين متحجِّر شديد الصّلابة والتّفسير العلمي يخبرنا أنّ هذه الحجارة قد تكون أحد النّجوم الّتي انفجرت، وتسمَّى النيازك. ارجع إلى سورة الحجر آية (٧٤) لمزيد من البيان.
منضود: متتابع في النّزول من النّضد وهو وضع الشّيء بعضه فوق بعض.
مسومة عند ربك: من سؤم الشّيء علمه بعلامة من السّؤمة العلامة أو السيماء. ارجع إلى سورة هود آية (٨٢-٨٣) لمزيد من البيان.