سورة النمل ٢٧: ٧٠
{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِى ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}:
{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}: لا النّاهية، تحزن عليهم: لأنّهم لم يسلموا أو يؤمنوا.
تحزن من الحَزن: بفتح الحاء وهو الألم النّفسي أو الغم الشّديد الدّائم الّذي لا ينتهي حتّى الموت، أما الحُزن: بضم الحاء هو الألم النّفسي أو الغم الشّديد المؤقت.
{وَلَا تَكُنْ}: تكرار لا النّاهية للتوكيد.
{فِى ضَيْقٍ}: في حرج ضيق بفتح الضّاد تعني في الصّدر والمكان والضِّيق بكسر الضّاد تدل على سوء الخلق والبخل.
{مِمَّا يَمْكُرُونَ}: مما: من + ما، من: ابتدائية، ما: مصدرية أو اسم موصول بمعنى الّذي، وأوسع شمولاً من الذي.
يمكرون من المكر وهو التّدبير الخفي لإلحاق الضّرر بالغير من دون أن يعلم ويدل على أنّهم يمكرون برسول صلى الله عليه وسلم، كما بيَّن تعالى حين قال: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ} الأنفال: ٣٠.
لنقارن هذه الآية {وَلَا تَكُنْ فِى ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} مع الآية (١٢٧) من سورة النّحل {وَلَا تَكُ فِى ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}.
في سورة النّحل السّياق في مقتل الحمزة في معركة أحد، وكيف مثَّلوا بجثته وحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لينتقم منهم وليمثِّلنَّ بـ (٧٠) من المشركين فجاء الأمر الإلهي بالصّبر والنّهي أن لا يكون في صدره ضيق مهما كان ولو أقل الضيق فحذف النّون من تكن فقال: فلا تك.
أمّا في سورة النّمل السّياق في الحديث عن إنكار البعث من الكفرة {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا} فجاء النّهي بقوله: {وَلَا تَكُنْ فِى ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} فالسّياق مختلف وأقل شدة وضيق.
ارجع إلى سورة النّحل آية (١٢٧) للمقارنة والبيان.