سورة النمل ٢٧: ٨٨
{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}:
{وَتَرَى الْجِبَالَ}: هذه الآية ليست في سياق الآخرة، كما يظن البعض، إنما هي في سياق الدّنيا، ترى الجبال وأنت لا زلت حياً؛ يعني: إذا نظرت إلى الجبال تظنها جامدة لا تتحرك مع أنها تدور وتتحرك مع حركة ودوران الأرض؛ أي: ٣٠كم/ بالثانية.
{تَحْسَبُهَا جَامِدَةً}: من الحسب وهي الظّن الرّاجح، أيْ: تعتقد أنّها جامدة لا تتحرك ثابتة في مكانها، وهي تجري جري السّحاب سرعة جريها تقدر ٣٠كم/ بالثانية بسرعة جري الأرض.
{وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}: وهي: أي: الجبال تجري كجري السّحاب الّتي تسيرها الرّياح فالكل يجري ونظنها ساكنة، وهذا من رحمة الله بنا.
{صُنْعَ اللَّهِ}: خلق الله والصّنع هو جودة العمل فالصّنع أخص من العمل فكل صنع عمل وليس كلّ عمل صنع، والصّنع يشمل مقادير النجوم والكواكب وحجمها وبعدها وقربها عن بعضها، وفي مداراتها، أيْ: وكلٌّ في فلك يسبحون، والقياس والشّكل واللون وغيرها.
{أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ}: أبدع خلق كلّ شيء {أَعْطَى كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} طه: ٥٠.
{إِنَّهُ}: للتوكيد.
{خَبِيرٌ}: ببواطن الأمور وظواهرها وبما تفعلون فيجازيكم عليها.
{بِمَا}: الباء للإلصاق، ما: اسم موصول بمعنى الّذي أو مصدرية، وأوسع شمولاً من الذي.
{تَفْعَلُونَ}: من السّيئات والحسنات (الأعمال الصالحة) أو تفعلون من خير أو شر، أو حسن أو قبيح، أو معروف أو منكر، وتفعلون هي جزء من تعملون؛ فالعمل يضم الفعل والقول، وتفعلون تأتي في سياق العاقل وغير العاقل، وتعملون تأتي في سياق العاقل فقط.
سورة النّمل الآيات ٨٩ - ٩٣