سورة القصص ٢٨: ٢٥
{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}:
وبمجرَّد أن انتهى من الدعاء {رَبِّ إِنِّى لِمَا أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.
{فَجَاءَتْهُ}: الفاء للمباشرة والتّوكيد.
{إِحْدَاهُمَا}: البنت الصّغيرة أو الكبيرة لم يصرِّح من هي، جاءته إحداهما.
{تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَاءٍ}: استحياء (مصدر من الفعل استحى) على وزن استفعال مجهدةً نفسها على: تفيد الاستعلاء والمشقة؛ أي: على التزام الحياء أو كأن الحياء مَركب أو سفينة، وهي متحكِّمة به تسير كيف تشاء، وقيل: كانت واضعة كم درعها على وجهها حياء، أو تمشي برفق وأدب، والاستحياء يظهر عليها، ولم يقل تمشي مستحية، وعلى استحياء أشد من مستحية، ومنهم من قال: على استحياء تعني: ليس فقط المشي، بل قد تعني القول أيضاً؛ أي: على استحياء في المشي والقول، والمعنى يحتمل كلا الأمرين.
{قَالَتْ}: لموسى.
{إِنَّ}: للتوكيد.
{أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ}: اللام لام التّعليل، التّوكيد إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا.
{فَلَمَّا}: الفاء للتعقيب، لما: أيْ: حين جاء موسى إلى شعيب.
{وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ}: القَصَصَ: مصدر يطلق على ما يُروى من الأخبار؛ أي: فلما جاءه وقص عليه أخباره وحدثه بها، والقص: هو تتبع ما حدث بالفعل، لا لَبْس فيه ولا خيال؛ أي: أصدق القَصَص، قص موسى ما حدث له في مصر بصدق وأمانة. ارجع إلى سورة يوسف آية (٣) لمزيد من البيان.
{قَالَ لَا تَخَفْ} قال شعيب لموسى: لا: النّاهية، أي: اطمئن واهدأ.
والخوف: هو توقُّع الضرر المشكوك في حصوله..
{نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}: أي: من قوم فرعون، الظّالمين: المشركين أو المجرمين ـ أيْ: لن يصلوا إليك…