سورة آل عمران ٣: ٣٥
{إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّى إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}:
{إِذْ قَالَتِ}: ظرف زمان، واذكر إذ قالت، أو حين قالت.
{امْرَأَتُ عِمْرَانَ}: هي أم مريم -عليه السلام- ، زوجة عمران كانت عاقراً، لا تلد، ولماذا قال سبحانه امرأت عمران ولم يقل زوجه؟ ارجع إلى سورة القصص آية (٩) للبيان ومعرفة الفرق بين الزوجة والمرأة في القرآن، وهناك ملاحظة أخرى هي كيف تكتب كلمة امرأت أو امرأة بالتاء المفتوحة أو المبسوطة أو المربوطة نجد في هذه الآية كتبت بالتاء المفتوحة (المبسوطة) بينما في الآية (١٢) في سورة النساء كتبت بالتاء المربوطة فقد تبين أنها حين تكتب بالتاء المفتوحة أو المبسوطة تكون مرتبطة بزوج (أي: لها زوج) وحين تأتي مكتوبة بالتاء المربوطة لا يكون لها زوج أو تنسب إلى زوج. وامرأت عمران قد اشتاقت للولد، فنذرت إن رزقها الله ولداً أن تتصدق به لخدمة بيت المقدس.
{رَبِّ}: لأن الرب هو المتولي التربية والولادة، والأمور الحاجية، ولم تقل: يا الله؛ لأن هذا النداء نداء من العابد إلى المعبود، فيما يخص التكاليف والأوامر التعبدية.
{إِنِّى نَذَرْتُ}: إني: للتوكيد، نذرت: النذر هو أمر أريد به الطاعة فوق التكليف؛ أي: يُلزمُ العبد نفسه بشيء زائد عن التكاليف المفروضة.
{لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا}: لك: اللام لام الاختصاص، لك وحدك. ما في بطني: أي: ما أحمله في رحمي من ولد، والمحرر هو العتيق، وأعتقت الغلام حررته؛ ليصبح متفرغاً لعبادتك وحدك، وخدمة بيتك المقدس، غير مملوك لأحد خالصاً لوجهك، ولداً ليقوم على خدمة بيتك وسدنته.
{فَتَقَبَّلْ مِنِّى}: ودعت الله أن يتقبل هذا النذر، والتقبل أخذ الشيء برضا؛ لأنك قد تأخذ الشيء بكره، أو تأخذه على مضض.
{إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}: تؤكد أنه يسمع نذرها، وما قالته.
والسميع: صيغة مبالغة تعني: يسمع كل ما يقال في السر والعلن.
العليم: يعلم نواياها، وما تكن؛ أي: إخلاصها وعزمها على فعل ذلك.
العليم: صيغة مبالغة من العلم، عليم بظواهر وبواطن الأمور.