سورة القصص ٢٨: ٨٠
{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ}:
{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}: العلم الشّرعي أو المعرفة في الدِّين، ولم يخاطبهم بالذين آمنوا أو المتقين؛ لأنهم يمتازون بالإيمان والتقوى+ العلم؛ أي: العلماء المتقون ومخاطبتهم بأولي العلم فيها مدح وثناء الذين وصفهم الله تعالى بقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاؤُا} فاطر: ٢٨. خاطبوا أولئك الذين تطلعت قلوبهم إلى مال قارون.
{وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ}: ويلكم من الويل: وهو العذاب. وتعني: الهلاك والدّمار للذين يخالفون ويتجاوزون حدود الله.
{ثَوَابُ اللَّهِ}: أي: الجنة ورضوانه. وقدم ثواب الله على الإيمان والعمل الصالح للاهتمام؛ أي: التشويق للثواب، وتمكين الثواب في عقول السامعين.
{خَيْرٌ}: أفضل من الدّنيا ومتاعها وزينتها.
{لِّمَنْ}: اللام للتوكيد، من: اسم موصول بمعنى الّذي.
{آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}: ارجع إلى الآية (٦٧) من نفس السّورة. وقدم ثواب الله على لمن وعمل صالحاً ليكون الثواب هو المطمع الحقيقي الذي يجب أن يتطلع إليه المرء.
{وَلَا}: لا النّافية.
{يُلَقَّاهَا}: يفهمها أو يلقاها يوفق لها ويُرزَقها، أي: الجنة فهي المثوبة.
{إِلَّا الصَّابِرُونَ}: إلا أداة حصر، الصابرون: عن المعصية وعلى ما أصابهم في سبيل الله من الفقر والبأساء والضّراء، وعلى طاعة الله تعالى وتجنب نواهيه، أهل الإيمان الّذين أصبح الصّبر صفة ثابتة وراسخة فيهم.