سورة القصص ٢٨: ٨٤
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}:
{مَنْ}: شرطية.
{جَاءَ بِالْحَسَنَةِ}: الحسنة: هي كلّ عمل خير من قول أو فعل يورث ثواباً، جاء بالحسنة: أيْ: عملها والباء للإلصاق والمصاحبة.
{فَلَهُ}: الفاء للتوكيد، له: لام الاختصاص والاستحقاق.
{خَيْرٌ مِّنْهَا}: أحسن منها، فهذا خير من هذا وكلاهما فيه خير، أو أخير، أو أحسن والحسنة بعشر أمثالها أو أكثر؛ لأنّ ثوابها هو خير دائم لا ينقطع.
{وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ}: ارجع إلى مقدم الآية نفسها، السّيئة: المعصية أو بالأمر المنهي عنه أو كلّ ما يسيء إلى النفس.
{فَلَا}: الفاء رابطة لجواب الشّرط تفيد التّوكيد، لا النّافية.
{يُجْزَى}: من الجزاء، ويكون مقابل العمل الصّالح أو السّيِّئ والمكافئ له؛ أي: مثله.
{الَّذِينَ}: اسم موصول.
{عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ}: الذّنوب الصغيرة أو الكبائر، وتكرار عملوا، ويعملون: يدل على التوكيد، ولم يقل ومن جاء بالسيئة فلا يجزون إلا ما كانوا يعملون.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{مَا}: أي: الّذي أو مصدرية. وأوسع شمولاً من الّذي تشمل كلّ شيء.
{كَانُوا يَعْمَلُونَ}: ولم يقل: ومن جاء بالسّيئة فله أشرُّ منها أو أسوأ منها قياساً على الحسنة؛ لأنّه سبحانه لا يضاعف السّيئة، كما يضاعف الحسنة، وهذا من رحمته فهو يجازي بمثلها جزاءً وفاقاً، أيْ: على قدرها. ويعملون: بصيغة المضارع تدل على حكاية الحال؛ أي: تحضر ما كانوا يعملون أمام عينيك الآن لترى بشاعته.
وما كانوا في الدّنيا يعملون: العمل يضم الأقوال والأفعال.