سورة العنكبوت ٢٩: ٢
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}:
{أَحَسِبَ}: الهمزة همزة استفهام إنكاري وتوبيخ، حسب: اعتقد، وحسب؛ يعني: الظّن الرّاجح، وتشمل الحساب الحسي والقلبي القائم على النّظر والتّجربة والحساب.
{النَّاسُ}: الإنس والجن (الثّقلان)، والنّاس مشتقة من: النّوس وهو كثرة الحركة.
{أَنْ يُتْرَكُوا}: أن حرف مصدري يفيد التّعليل، يتركوا بلا فتنة.
{أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا}: أن: تكرارها يفيد التّوكيد، أن يقولوا آمنا: بالقول فقط أو القول والفعل معاً، أو باللسان أو بالقلب صدقاً أم كذباً.
{وَهُمْ}: هم لزيادة التّوكيد.
{لَا يُفْتَنُونَ}: لا النّافية، يفتنون: من الفتنة: والفتنة لغة: أصلها عرض الذّهب على النّار حتّى تزول منه الشّوائب فيزداد صفاءً وجودةً، واصطلاحاً: هي نوع من البلاء والاختبار يجريه الله تعالى على عباده لاختبار صدق إيمانهم وحقائق نفوسهم، ومعرفة مدى صلاحهم أو فسادهم وشدة تحملهم للتكاليف وصبرهم وصدقهم وكذبهم.
والفتنة أشد من الاختبار وأبلغ وتكون في الخير والشّر، فهي لا تذم ولا تمدح إلا بالنّتيجة، والفتنة تكون في الدّين والإيمان والمال والولد والشّهوات والشّبهات وغيرها.
ويفتنون: جاءت بصيغة المضارع؛ لتدل على أنّ الفتنة سوف تتجدد وتتكرر في حياة النّاس، والفتنة في القرآن لها معانٍ مختلفة منها: الاختبار والابتلاء، ومنها القتل والشّرك والحُجة وغيرها حسب السّياق.