سورة العنكبوت ٢٩: ٢٩
{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}:
{أَئِنَّكُمْ}: الهمزة للاستفهام والإنكار والتّوبيخ على فعلهم الفاحشة، وتكرار أئنّكم لتأتون الفاحشة أئنكم لتأتون الرّجال: توكيد لتقبيح عملهم وذمهم وتوبيخهم، أنكم: للتوكيد.
{لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ}: اللام في لتأتون لزيادة التّوكيد، تأتون الرّجال شهوة.
{وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ}: تقطعون الطّريق على المارّة بالاغتصاب وسلب أموالهم، أو بالفاحشة أو قطع النّسل للعدول عن النّساء إلى الرّجال.
{وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ}: النّادي: مشتقة من الفعل ندا، يندو: مجلس تجمّع القوم للحديث واللعب والمشاورة وغيرها، المنكر: كلّ ما خالف الشّرع يقال له: منكر من قول وفعل مثل: فعل الفاحشة مجاهرة، وسوء الخلق والعُري، والسّخرية من المارة والصفير، وتشبّه الرجال بالنّساء والنّساء بالرّجال وغيرها من الأعمال الّتي تخالف الفطرة السّليمة من العادات القبيحة.
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}: الفاء تدل على المباشرة، ما النّافية، جواب قومه: ردّ قوم لوط.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ}: قالوا ذلك استهزاءً وكفراً وتحدياً للوط عليه السلام، وظناً منهم أنّ الله لم يحرّم عليهم تلك الفاحشة أو تلك الفواحش والمنكرات.
{إِنْ كُنْتَ}: إن شرطية تفيد الاحتمال أو النّدرة.
{مِنَ الصَّادِقِينَ}: فهم غير متأكدين من صدقه، ولذلك لم يُخفهم التّهديد والوعيد بالعذاب. وفي سورة النمل آية (٥٦): {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}، كيف نجمع بين الآيتين، نجمع بينهما بالقول عند التشاور، قال فريق: أخرجوه من قريتكم، وفريق قال: ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين.