سورة العنكبوت ٢٩: ٦١
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}:
{وَلَئِنْ}: اللام للتوكيد، إن شرطية تفيد الاحتمال والنّدرة.
{سَأَلْتَهُم مَّنْ}: من استفهامية.
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}: أي لا يقدر على إنكار ذلك أحدٌ حتّى الكافرون يقولون: الله تعالى، وليقولن: اللام والنّون للتوكيد، و (يقولن) تدل على التّجدد والتّكرار، ولبيان معنى خلق السّموات والأرض وسخر الشّمس والقمر: ارجع إلى الآية (٣٠) من سورة الأنبياء، وسورة فصلت آية (١٠-١١)، والأعراف آية (٥٤).
{فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}: أنّى تعني: كيف ومن أين؟ وتفيد الاستفهام، يؤفكون: من الإفك: وهو الكذب المفترى المتعمد على الله سبحانه.
أي: كيف يصرفون عن الحق ويعترفون ويقرّون بأنّ الله سبحانه هو الّذي خلق السّموات والأرض وسخر الشّمس والقمر، وكل هذه الآيات والأدلة والبراهين على أنّه الإله الحق واجب الوجود، ثمّ ينصرفون إلى الشّرك وعبادة غيره، إن ذلك لشيء عُجاب.
يؤفكون: من أفَكَه عن الشّيء: أي صرفه عنه، وأفكت الأرض: صرف عنها المطر، وقد تعني: قلبه عن الشّيء فانقلب.
ومنها المؤتفكات: جمع مؤتفكة بمعنى: المنقلبة التي يصبح عاليها سافلها.